كتب- أحمد الروبي
داليا هي الشخصية التي استطاعت أن تعود بها
نور إلى الأنظار من خلال مسلسل رحيم، بعد تغيب عدة سنوات عن الدراما، ربما يشفع
لها الدور هذا العام عن السنوات التي تغيبت فيها ، بدءًا من اختيارها الجيد
والظهور مع ياسر جلال، ومجموعة عمل جيدة فكانت ذكية في الاختيار الأمر الثاني
الشخصية التي تلعبها، على الأغلب ما يزعجني في بعض الأدوار في عدة أعمال أنني أكون
متيقن أن الشخصية التي يلعبها الممثل هي تشبه في الواقع، ولكن نور دائمًا ما تقدم
شخصيات مختلفة ونوعيات أدوار متباينة وفي نفس الآن بسلسلة وبساطة، وتكون بعيدة كل
البعد عنها فتتلبس الشخصية بحرفية شديدة.
كل فنان يتمتع بتكنيك خاص يضيف فيه لمسته على
الدور الذي يقدمه، يستغل تفاصيل الشخصية ويكون متمكنًا بقوة في إحدى جوانبها، نبرة
الصوت، أو الجانب النفسي والجسماني، ولكن شخصية داليا تمكنت منها نور من كافة
الجوانب حتى تلك النظرات المنكسرة في لحظات الضعف، نبرة الصوت، وحتى لغة الجسد والتي
لها قدرة كبيرة على إيصال الحالة النفسية للشخصية، وتخلى مجال طاقة يجذب المشاهد
ويتوحد مع بطل العمل، ربما يهمهم البعض أن الدور ليس بالصعب، ولكن السهولة التي
يظنها البعض هو بسبب ما أضفته عليه نور من تجسيد الشخصية، فداليا تمر بتقلبات
نفسية كبيرة، وانعصافات قوية، وهو ما يجعل الدور يحتاج تمكن من الجانب النفسي،
وقدرة على إيصال الحالات المتباينة التي تمر بها.
نور قدمت تلك المعادلة ما بين البساطة،
والقدرة على تقديم هذا التباين بسلاسة، وبالطبع مازال هناك الكثير من الشخصي سيقدم
مع تصاعد الحلقات، ولكن ما تم إذاعته حتى الآن اكتب وأقول أنها عودة جيدة لنور
للدراما، وأن مثل تلك الأدوار التي تقدم بتلك السلاسة نحتاجها، هذا التمكن من
تفاصيل الشخصية، والعمل الدؤوب عليها، يحتاج فنانين حقيقيين، ولم أتناسى حديث
السوشيال ميديا عن جمال الشخصية تطرقهم لهذا، فهناك فنانين ينزعجون لحديث الجمهور
على ملامحهم وليس أدائهم، ولكن قد تكون ملامح الفنان هي في البداية مدخله لقلب
المشاهد، وبعدها أم يثبت الفنان نفسه بأدائه أو يخرج، ونور تتربع في قلوب المشاهدين
بالطبع لا اقصد الجمع لان حالة التوافق من المحال، ولكن ما أتيقن منه أن الجمهور
بات يطالبها أن تتواجد باستمرار في الدراما، فهي فنانة مهمة، وموهوبة.
تعليقات
إرسال تعليق