نجلاء بدر صندوق الموهبة الخفي، هذا ليس مديح
وإنما وصف لتلك الفنانة التي استطاعت أن تجذبني دائمًا بأدوارها، ليس وحدي بل حولت
أراء الجمهور أكثر من مرة في البداية وصفوها بأنها فنانة الإغراء وأصبح الجمهور
ينظر لتلك الفنانة الجميلة، فقط كونها جميلة، فيبدوا أنها لم تخرج لتدافع عن موهبتها
بل قدمت درسًا عملي، فشاركت في الثلاث السنوات الأخيرة في مجموعة أعمال تراجيدية،
بل ونوعيات دراما قاتمة مرتفعة يخشى الكثير من الفنانين الأقتراب منه، لتؤكد
وتبرهن على موهبتها، وعمق صدقها فيما تقدم، تلك كانت مقدمة للحديث عن داليا، وهو
الدور الذي تقدمه نجلاء في أمر واقع.
في البداية لم أكن انوى مشاهدة العمل، ولكن
بالمصادفة شاهدته، ووجدت جرعة "النكد" لذروتها فيه، فقررت أن أكمل
مشاهدة أحداثه، حتى أول مشهد مهم للغاية لنجلاء وهو وفاة ابنها، منذ بداية الحلقات
وظهرت ملامح الكآبة على الشخصية، استطاعت أن تقدم القتامة في الشخصية بشكل جيد،
نبرة الصوت والتي دائمًا ما تشعرك بالحزن، والملامح، والانفعالات المبالغ فيها،
بالطبع الانفعال في تلك المشاهد مطلوب، فهناك كسر قد حدث في حياتها، أفقدها
رضيعها، فأثر على حياتها بالسلب، لي طريقة قد يعتبرها البعض مزحة ولكني أفعلها
للشعور بمدى صدق مشاعر الفنان في دور بعينه، أشاهد الحلقة ثلاث مرات، الأولى صوت
بدون صورة، الثانية صورة بدون صوت، والثالثة الصوت متبع بالصورة، أي خلل في ذلك
المثلث السحري الخاص بي، يكون بالنسبة لي نذير أن هناك خلال في تقديمه للشخصية،
فالصوت يعكس صدق القلب، والصورة تعكس إظهار المشاعر، ونجلاء نجحت في الثلاث
اختبارات بدرجة مرتفعة، فكانت تقدم الدور بصدق، وعبرت عن مشاعرها بحرفية، قد يكون
للبعض هذه الطريقة غير فعالة، وقد يظن آخرون أنها تجدي نفعًا، ولكني أتتبع الشخصية
واحاول أن اشعر بها وبصدق مشاعرها، وقدرتها على نقل مشاعر الشخصية للمشاهد، ونجلاء
وصلت لنضج كبير، وتمكن مذهل في تقديم الشخصيات، هي من الفنانين الذين تعرف أنهم لن
يخيبوا الظن في دور تقدمه، تتقمص بجدية، وتجسد بكل كيانها، لست منحازًا لها، ولكني
أصدق ما تقدم.
نجلاء تتنوع
في أدوارها، وتقدم دائمًا شخصيات مختلفة وتذهب في مناطق تمثيلية بعيدة
عنها، ولم تمسها من قبل وذك سر تطورها السريع، تصدق ما تقدم من داخلها، فيصدق
المشاهد ما تقدم من داخله.
تعليقات
إرسال تعليق